جامع الازهر: رحلتك القادمة إلى القاهرة
يعتبر جامع الازهر من أبرز المعالم الإسلامية ليس فقط في مصر بل في العالم الإسلامي بأسره. يمتد تاريخ هذا المسجد لأكثر من ألف عام، ليصبح خلال تلك المدة أحد أهم مراكز التعليم الإسلامي، ومنارة لنشر العلوم الدينية والثقافية. يتمتع الأزهر بمكانة دينية وعلمية كبيرة، حيث ارتبط اسمه بالوسطية والاعتدال، ودوره المستمر في الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره.

جدول المحتويات
تأسيس جامع الازهر
تم تأسيس جامع الازهر على يد جوهر الصقلي، القائد الفاطمي، عام 970م (359هـ) بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، الذي قرر تأسيس عاصمة جديدة للدولة الفاطمية في مصر وهي القاهرة. فتم بناء جامع الازهر ليكون رمزًا دينيًا للدولة الجديدة، ولتُقام فيه الصلوات والاحتفالات الدينية. وقد أُطلق عليه اسم “الأزهر” نسبة إلى فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي ينسب إليها الشيعة الفاطميون كذبًا.
لم يكن المسجد في بدايته معهدًا دينيًا أو جامعة كما هو الآن، بل كان مسجدًا للصلاة وتجمع المسلمين. ولكن مع مرور الوقت، تطورت وظائفه ليصبح مركزًا علميًا يُدرس فيه العلوم الدينية وعلوم أخرى.
تطور مسجد الازهر عبر العصور
شهد جامع الازهر العديد من التطورات على مدار القرون، حيث تمت توسعته وتجديده عدة مرات ليظل محتفظًا بمكانته كأحد أهم المراكز الدينية والعلمية في العالم الإسلامي.
العصر الفاطمي
في فترة الحكم الفاطمي، كان جامع الازهر هو المركز الديني الأول للدولة الفاطمية الشيعية، حيث كان يُستخدم لأغراض دينية وثقافية. كانت تُلقى فيه الخطب الدينية الشيعية، وكان يعتبر المكان الرئيسي للاحتفالات الدينية. كما بدأ الأزهر في تلك الفترة في تقديم التعليم الديني للمسلمين، حيث كان العلماء يُدرِّسون فيه الفقه الشيعي والعلوم الشرعية الأخرى.
العصر الأيوبي
عندما تولى صلاح الدين الأيوبي الحكم في مصر في نهاية القرن الثاني عشر، عمل على تحويل البلاد من المذهب الشيعي الفاطمي إلى المذهب السني. وفي هذا الإطار، تم تحويل الأزهر إلى مركز لتعليم الفقه السني، وتم تهميش دوره إلى حد ما خلال تلك الفترة، حيث ركز صلاح الدين على تأسيس مدارس سنية أخرى في القاهرة. إلا أن الأزهر لم يفقد أهميته تمامًا وظل يُستخدم كمسجد للصلاة والتعليم.
العصر المملوكي
شهد الأزهر في العصر المملوكي ازدهارًا كبيرًا حيث أصبح مركزًا علميًا بارزًا. تم تطويره وتوسعته في هذه الفترة بشكل كبير، وأصبح يُدرس فيه العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم العقلية مثل الفلسفة والفلك. قام العديد من المماليك بتشييد المدارس حول المسجد لتقديم التعليم، مما ساهم في تقوية مكانته كمنارة للعلم.
العصر العثماني
واصل الأزهر ازدهاره في العصر العثماني، حيث أصبح المقر الرئيسي لتعليم الفقه السني في العالم الإسلامي. تمتع الأزهر بدعم كبير من الدولة العثمانية، وأصبح يُدرس فيه مختلف العلوم الشرعية واللغوية والعقلية. خلال هذه الفترة، تطور نظام التدريس في الأزهر وظهرت الكتاتيب والمدارس التي تركز على تدريس القرآن الكريم والعلوم الإسلامية.
العصر الحديث
في العصر الحديث، وخاصة خلال القرن التاسع عشر والعشرين، شهد الأزهر تحولات كبيرة في بنيته ومناهجه. بدأت التغيرات التي تهدف إلى تحديث الأزهر وتعزيز دوره كمنارة للعلم الإسلامي. تم إنشاء جامعة الأزهر في عام 1961 بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر، والتي أصبحت مركزًا علميًا عالميًا تُدرس فيه جميع العلوم إلى جانب العلوم الشرعية، مثل الطب والهندسة والزراعة.
الأزهر الشريف كجامعة ومركز للعلم
منذ تأسيسه، تطور جامع الازهر ليصبح من أعرق الجامعات في العالم. ومع مرور الوقت، أصبح مؤسسة تعليمية تُدرس فيها العلوم الشرعية واللغوية، بالإضافة إلى العلوم الأخرى التي كانت تشهد تطورًا في العصور الإسلامية المختلفة.
نظام التعليم في الأزهر
كان نظام التعليم في الأزهر يتميز بالمرونة، حيث كان الطلاب يجلسون إلى حلقات العلماء لتلقي الدروس، ولم تكن هناك مقررات دراسية أو اختبارات موحدة كما هو الحال اليوم. كان الطالب يختار الشيخ الذي يرغب في الدراسة على يديه، ويتخصص في مجال معين مثل الفقه أو الحديث أو التفسير.
مع مرور الزمن، تطور نظام التعليم في الأزهر ليشمل مراحل تعليمية مختلفة. أُدخلت مناهج دراسية متكاملة تشمل العلوم الشرعية واللغوية والعقلية، وأصبح هناك نظام للامتحانات والشهادات التي يحصل عليها الطلاب عند تخرجهم.
الأزهر كمنارة للفكر الإسلامي
منذ تأسيسه، لعب الأزهر دورًا مهمًا في نشر الدين والفكر الإسلامي. كان الأزهر وما زال يمثل مرجعية دينية للمسلمين في جميع أنحاء العالم، حيث يقوم بتقديم الفتاوى الشرعية وتنظيم المؤتمرات والندوات التي تهدف إلى نشر ثقافة الإسلام.
كما أصبح الأزهر مركزًا عالميًا للحوار بين الأديان والثقافات المختلفة. يسعى الأزهر دائمًا إلى تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين ويعمل على تعزيز قيم التسامح والاعتدال.
جامعة الأزهر في العصر الحديث
في العصر الحديث، تطورت جامعة الأزهر لتصبح من أكبر الجامعات في مصر والعالم الإسلامي. تقدم الجامعة مجموعة واسعة من التخصصات التي تشمل العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والهندسة والطب. يتخرج من جامعة الأزهر آلاف الطلاب سنويًا، ويذهب العديد منهم إلى مختلف دول العالم لنشر العلم والدعوة إلى الإسلام.
تعتبر جامعة الأزهر اليوم رمزًا للتعليم الإسلامي التقليدي والحديث في نفس الوقت. فبالإضافة إلى الدراسات الشرعية، تقدم الجامعة برامج حديثة في مجالات مثل التكنولوجيا والطب والهندسة، مما تعكس تطور الأزهر وقدرته على مواكبة متطلبات العصر الحديث.
معالم جامع الازهر
إلى جانب كونه مركزًا علميًا، يتميز جامع الأزهر بمجموعة من المعالم الهندسية والفنية التي تعكس تطور العمارة الإسلامية عبر العصور.
المسجد
يتميز المسجد بتصميم معماري فريد يجمع بين الطراز الفاطمي والمملوكي والعثماني. يبلغ طول المسجد حوالي 100 متر، ويتسع لآلاف المصلين. تتزين جدران المسجد بالزخارف الفاطمية والمملوكية، وتحيط به مآذن شاهقة تعكس روعة العمارة الإسلامية.
المآذن
تُعد مآذن الأزهر من أبرز معالمه المعمارية. وهي خمس مآذن، تم بناؤها في فترات مختلفة من تاريخ المسجد. تمثل هذه المآذن رمزًا للرفعة والتقدم، ويصل ارتفاعها إلى عشرات الأمتار. يُعتبر بناء المآذن في الأزهر مثالاً على تطور فن العمارة الإسلامية في مصر.
صحن المسجد
يتوسط الجامع الأزهر صحن واسع مفتوح يستخدم للصلاة والتجمعات الدينية. يتميز هذا الصحن بأعمدته الرخامية البيضاء التي تحمل القباب والأقواس، وهو مكان يعكس العظمة والهيبة المعمارية الإسلامية.
الأروقة
يحتوي الجامع الأزهر على العديد من الأروقة التي كانت تستخدم للدراسة والعبادة. تتوزع هذه الأروقة حول المسجد، وتضم قاعات تدريس يجتمع فيها الطلاب حول شيوخهم لتلقي العلم.
دور الأزهر في المجتمع المصري والإسلامي
يعتبر الأزهر الشريف منارة للعلم والإسلام في مصر والعالم الإسلامي. يتخطى دوره كمسجد أو مؤسسة تعليمية ليشمل مجالات متعددة من الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية.
دور الأزهر في نشر الوسطية
منذ نشأته، لعب الأزهر دورًا كبيرًا في نشر الوسطية والاعتدال في الإسلام. عمل علماؤه على مواجهة الإفراط والتفريط والدعوة إلى الإسلام بطرق سلمية قائمة على الحوار والتسامح. كما قدم الأزهر على مدار تاريخه مئات الفتاوى التي تدعو إلى التعايش السلمي بين الثقافات المختلفة.
دور الأزهر في الدعوة والإرشاد
يشتهر الأزهر بإرسال الدعاة والعلماء إلى مختلف أنحاء العالم لنشر الدعوة الإسلامية. يُعتبر علماء الأزهر مرجعيات دينية في العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، ويقومون بإلقاء المحاضرات والدروس في الجامعات والمساجد والمراكز الثقافية.
دور الأزهر في دعم القضايا الوطنية
لطالما كان الأزهر مؤسسة تدافع عن القضايا الوطنية وتساند حقوق الشعوب. كان للأزهر دور بارز في الحركات التحررية التي شهدتها مصر والعالم الإسلامي.
الخلاصة
يظل مسجد الازهر رمزًا خالدًا للإسلام والعلم في مصر والعالم الإسلامي. على مدى أكثر من ألف عام، حافظ الأزهر على مكانته كأحد أعظم المراكز الدينية والعلمية، وأسهم في تشكيل الفكر الإسلامي ونشره في مختلف أرجاء العالم. سواء كنت باحثًا عن العلم أو زائرًا يسعى لاستكشاف تاريخ الإسلام، فإن مسجد الازهر يقدم تجربة فريدة تعكس العظمة الفكرية لهذه المؤسسة العريقة.
والآن بعد ما عرفت أهم المعلومات عن جامع الأزهر بالقاهرة، يمكنك التعرف على الأماكن السياحية في القاهرة.
كما يمكنك الاطلاع على أشهر الأماكن السياحية في محافظات مصر المختلفة.
ولزيارة صفحتنا الرسمية على الفيس بوك.
الأسئلة الشائعة
اين يقع جامع الازهر؟
يقع الجامع الأزهر في وسط القاهرة في الدرب الأحمر، قسم الجمالية.
من هو مؤسس جامع الأزهر الشريف؟
أول من أسس هذا المسجد كان قائد شيعي يسمى جوهر الصقلي.
كيف يبدو جامع الازهر من الداخل؟
المسجد من داخل يتميز بصحن واسع والعديد من الأروقة ومناظر مهيبة ومذهلة.
ما هي أروقة الجامع الأزهر؟
هي الأماكن التي تستخدم للعبادة والدراسة وتضم قاعات تدريس وتتوزع حول المسجد.
متى بني الجامع الأزهر الشريف في مصر؟
تم اكتمال بناء المسجد سنة 361هـ /972م.